كركوك هذه المدينه التي كانت تتصف بالهدوء كثرت عنها
الحديث
بعد سقوط النظام من قبل بعض الاطراف السياسيه العراقيه
والاحزاب, كاءن هذه المدينه يتيمه تحتاج الى من ياءويها
او انها تائهه يريد البعض ان يكون صاحبا لها. كركوك
مدينه النار الازليه والتي عرفت عنها بمدينه التاخي
والسلام عبر تاريخ العراق لما يتصف به اهلها بالاخوه
والمحبه والالفه فيما بينهم فضلا من كونها لاتعرف قانون
القوه والقسوه وهي المدينه العراقيه الوحيده التي تتمتع
بهذا النسيج والطيف العراقي الجميل ممثلا بسكانها من
التركمان فضلا على الاكراد والعرب والكلدان والاشور
ومسلمين ومسيحيين. ان المحاولات الحاليه لتغيير هويه
هذه المدينه من قبل بعض لالاحزاب السياسيه عليها ان
تراجع مرحله القسوه والظلم والممارسات الشوفينيه التي
تعرضت لها هذه المدينه ابان الحكم البائد, فبالرغم من
كل ما قام به النظام البائد وبكل قوته وجبروته والذي سجل
بالقلم العريض في سجلات حقوق الانسان من محاولات لتغيير
هويتها الا انها بقيت صامده وحيه ومحافظه على هويتها
التى لايمكن لاحد تغييرها ويعد درسا الى كل من يريد
تكرارها. عبر هذه المقدمه اود القول بان هذه المدينه في
خطر وتستغيث وان من واجب كل عراقي شريف من عربه وكرده
وتركمانه وكلدانه واشوره الوقوف والتضامن معها وان
الضمير العراقي الحي وحبه لوطنه يدفعه على ان يكون على
درايه للمخاطر التي تترتب على نجاح تمرير المخطط الرامي
الى تغيير الواقع الجغرافي لهذه المدينه لاننا جزء من
التاريخ الذي لايرحم احدا ولايمكن ان يعود الى الوراء.
ففي هذا الصدد اود الاشاره الى كلمه قاله الدكتور الشيخ
احمد الكبيسي قبل سنوات عند استضافته من قبل ادى القنوات
الفضائيه عن اجابته على السوءال حول فلسطين قائلا (ان
الوقت قد فات فالوضع الحالي هو نتيجه اخطاء الزعماء
العرب انذاك الذين وقعوا بالتنازل عن فلسطين مقابل العرش
فمنهم من طار الى باريس لساعات من اجل هذا التوقيع).
هاهم الزعماء قد غادروا الدنيا وتبقى اخطائهم نارا تكوي
اجساد المسلمين. وان ما يجري هذه الايام من مساومات بين
القوائم الفائزه حول استلام المناصب الرئاسيه تنذرعن
مخاطر ما ستسفر من اتفاقيات قد لا ينسجم مع طموحات
الشعب العراقي والذي يكون هو الوحيد الخاسر و هومن
يتحمل عبء هذه الاخطاء لاسامح الله, وكما نعلم بان كل
قائمه لها اجندتها الخاصه واصبحت كركوك عند بعض هذه
القوائم مساءله تحديد وحسم القرار الذي يتخذه فيما يخص
التحالف مع الاخر, ويراقب العراقيين عامه والتركمان
خاصه هذه التطورات لانهم اكبر الخاسرين في اللعبه
السياسيه لحد الان, وفي الوقت نفسه نستطيع القول بان
مساءله كركوك ستحدد وتحسم وطنيه ورجعيه الاحزاب التي
تتنافس على الرئاسه, لان القوى السياسيه الكرديه وكما
هو معلوم لدى اكثريه العراقيين ماضون نحو الاستقلال ثم
اقامه دولتهم ان لم يكن اليوم فغداوتعد المرحله الراهنه
هي الفرصه الذهبيه بالنسبه لهم لتحقيق اكبر مايمكن من
مكاسب وذلك لتمتعهم بالقوه الكافيه والدعم اللامحدود من
قبل جهات متعدده تربطهم بهم مصالح معينه, ويرى البعض
بانها مساله حتميه تحتاج الى ساعه الصفر وان كركوك تعد
من اهم مقومات نجاح هذه الدوله, فالمنطقه قادمه الى
متغيرات مستقبليه كثيره ويستذكرني تحذير احد موظفي الامم
المتحده من العرب قبل سنوات عندما قال (على العرب ان
ينتبهوا جيدا الى مستقبلهم ولما يحاك ضدهم لان هناك
اقاويل في الولايات المتحده من قبل البعض تقول بان القرن
الواحد والعشرين سيكون قرنا بدون عرب),ولذلك قد يكون
العراق بدايه هذه الخطه الجهنميه التي لاتخدم شعوب
المنطقه بقدر ما تخدم مصالح الطامعين, وعليه بان
المطالبه بالمحافظه على كركوك من الضياع وعلى هويتها
مسوءليه تتحملها كل الاحزاب والقوى السياسيه العراقيه
الشريفه. ومن المفيد في الامر الاشاره الى قول زعيم
الاتحاد الوطني الكردستاني السيد جلال الطالباني قبل
سنوات بان مدينه كركوك هي قدس الاكراد وان هذا التشبيه
للسيدالطالباني لم ياءتي عفويا بل يعي ما يقول لان
المخطط لهذه المدينه هو نفسه الذي خطط قبل سنوات من اجل
القدس بنفس الافكار والاسلوب لكن المكان والزمان مختلف
ولكن اقول بان السيد طالباني نسي نقطه في غايه الاهميه
وهي ان اهالي القدس لم يتنازلوا عن حقهم ووقفوا ضد
المحتل بكل غال ونفيس وان كان السيد يقصد شيئا اخر وكما
يعتقد, ولم تستطيع الاحتلال توفير الامن لمواطيه ليس
في داخل القدس بل حتى في داخل مدنه الرئيسيه. فالذين
قاتلوا من اجل كركوك واستشهدوا في العهد البائد تركوا
ابطال يستطيعون الدفاع عن مدينتهم وردع كل من يريد
الاساءه بها وهذا هو واجب كل مواطن بغض النظر عن قوميته
او دينه لان لااحد يساوم باسم العراقيين بعد الان لان
الشعب العراقي اليوم لديه صوتا مسموعا وباستطاعته العمل
الكثير من خلال ممثليه في المجلس الوطني الذي اعطى صوته
له لثقته به وعليه ان يكون خير ممثل له في خدمه العراق والعراقيين.