مجلة
تركمان
العراق

مقالات

ايلاف

الأتراك قادمون، فأين المفر؟

حمزة الجواهري

كخامصات الدوابي يسيرون، بخطى وئيدة ولكن بثبات لا ينقصه العزم ولا الانتباه، فالعيون آذان وأنوف وأصابع وألسن كما هي أيضا عيون. فبالرغم من وعرة الطريق، تلك المليئة بحقول الألغام، يسير (كنابه فكر في خفارة خامل) نحوهدف محدد، يقول كلمته أمام الجميع دون تردد رافضا الوصاية من أحد، وغير آبه لمن يريد النيل منه أوالإقلال من شأنه، فالطريق طويل والحمل ثقيل وكلاب الطريق المسعورة يتعالى نباحها رغم ما ألقموه لها من حجارة. تلك هي مسيرة مجلس الحكم الانتقالي في العراق. فأيُ مشقة تلك! لقد سبق المجلس الجميع برفضه دخول الجيش التركي إلى العراق، رغم معرفة أعضاء المجلس إنه من الصعوبة بمكان إن يبقوا متمسكين بموقفهم هذا، إذا ما أصرت الإدارة المدنية للاحتلال من السماح لهذا الجيش بالدخول.

إن من المعروف جدا هوإن الولايات المتحدة ترغب بدخول أية قوة دولية لتولي الأمور وتحل محلها من أجل تخفيف الخسائر بين صفوف الجنود الأمريكان من ناحية، وتخفيف الأعباء المالية الباهظة لوجود الجيش الأمريكي في العراق من ناحية أخرى، فكلا الأمرين بغاية الأهمية للولايات المتحدة في الوقت الراهن. والأمر الأكثر أهمية من هذا وذاك هوإن الأتراك لوجرح لهم جندي في العراق فإنهم سيغرقون الأرض دما، مما سيخلق حالة ردع يتمنى الأمريكان لوإنهم يستطيعون تحقيقها. ها نحن نسمع اليوم تصريحات من رامسفيلد مفادها أن ليس هناك من يعارض دخول هذه القواة إلى العراق، ولا ندري ما إذا كان رامسفيلد على علم بأن الرفض الذي جاء من مجلس الحكم الإنتقالي في العراق مجرد ذر للرماد في العيون، أم إنه تجاهل قرار المجلس؟ خصوصا وإن ما كان يتمناه أن يحصل، ومنذ اليوم الأول لإعلان الحرب، قد حصل ذلك هودخول تركيا في التحالف بمختلف الطرق؟ في الواقع لا يمكن أن نقول إنه ذرا للرماد في العيون من قبل المجلس حين يأخذ هذا الموقف ويعلنه على الملء، ومن ثم يأتي رامسفيلد ليفسد هذا السيناريولمجرد إعطاء تصريح فقط. إذا فالرفض حقيقة وليس مجرد ذر للرماد في العيون، هذا بالإضافة إلى أن ليس هناك سابقة تجعلنا نشكك بمصداقية المجلس الذي عودنا على أن يقول لنا الحقيقة مهما كانت مرة، ونحن نعرف جيدا مدى وعورة الطريق.

فما الذي يدعوا المجلس أن يأخذ هذا الموقف الذي يتحدى به رغبة الولايات المتحدة والبلد مازال تحت الاحتلال؟ وبذات الوقت يعرف تماما، إن الولايات المتحدة كانت تنتظر المشاركة التركية على أحر من الجمر؟

من المعروف إن لتركيا أطماع لم تعد خافية على أحد، بل ويتشدق السياسيون الأتراك بالإعلان عن تلك الرغبات المريضة في العراق وبالتحديد نفط العراق، ويعتبرها السياسيون الأتراك من المواقف الوطنية التي يجب أن يتبناها كل مواطن تركي.

بكلمة أكثر وضوحا، إن الأتراك يعتبرون أن لهم حقا في العراق وثروته النفطية، ويعتبر هذا الادعاء من الثوابت الوطنية التركية التي لا يناقش عليها أحد هناك في تركيا.

إن الكثير من التركمان اليوم فرحين، بل ويرقصون لمثل هذا الإعلان من إنه سيزيد من قوتهم ويجعلهم أعزة بعد أن كانوا يعتقدون نهم أذلاء أمام جيرانهم من العرب والأكراد، فوجود القواة التركية سيجعل من التركمان أصحاب اليد الطولى في المنطقة وبالتالي سيحققون مكاسب لا يجدون في الوضع الحالي إنها قد تحققت، طبعا ليس جميع الأخوة التركمان يفكرون بهذه الطريقة، ولكن هذا الشعور موجودا لدى الكثير منهم رغم إحساسهم بالانتماء للوطن العراقي الذين يريدون منه المزيد، كما هوالحال بالنسبة لجميع أطياف الشعب العراقي، ذلك أن تعسف السنين العجاف في ظل نظام لا يحترم الإنسان، جعل من الجميع يعتقد إن كنوز الأرض جميعها لا تكفي لتعويض الحيف الذي أصابهم. إن هذا الشعور لا يقتصر على التركمان فقط، ولا الأكراد لوحدهم ولا العرب ولا الآخرون من العراقيين، وهم كثر، ما شاء الله. فنحن جميعا نشترك بهذا الشعور الذي ربما سيكون سببا في ما لا تحمد عقباه.

إن الأتراك، وكما أسلفنا، يتكلمون بثقافة المنطقة عموما، أي ثقافة العنف والقسوة المفرطة، وهذا ما سيجعل من أيديهم أثقل حين تقع على رؤوس الأطفال أوالنساء أوالشيوخ وكل الأبرياء في المنطقة التي سيتواجدون فيها، أيا كانت المنطقة.

النوايا التركية كما تراها زرقاء اليمامة عن بعد:

كما أعلن مع قرار الموافقة على إرسال قواة، وكأن الأتراك كانوا ممتنعين في حقيقة الأمر، من إن مناطق تواجدهم سيكون بتلك المنطقة الواقعة شمال غرب العراق، بدءا من الحدود التركية، التي لا يعترفون بها ضمنا، ونزولا إلى بغداد لتكون كل المنطقة في الجانب الغربي من دجلة تحت سيطرة هذه القواة، وفيها سيكون نفط الشمال في الموصل وكركوك تحت السيطرة، وهذا هوالمطلوب وطنيا وما سيحقق الحلم الكبير الذي عاشوا به منذ معاهدة سايكس بيكوولحد الآن، وفي هذه المنطقة أيضا، الموصل أم الربيعين وكركوك وكل المناطق التي يتواجد فيها التركمان الذين يعتبرونهم كامتداد للأمة التركية وحدودهم هي التي يجب أن تشكل الحدود الجغرافية الحقيقية للدولة التركية التي حلم بها أتاتورك أبوالأتراك، وهذا الحلم الذي دخل في برامج معظم الأحزاب الوطنية التركية. ولأجل التمويه الساذج، فإن مركز قيادة هذه القواة ستكون تكريت وليس كركوك.

هذه المنطقة ستجعل من الطوق، الكماشة، حول المناطق الكردية محكما، وتلك هي المآرب الأخرى من عصى موسى.

سيناريومحتمل جدا:

الأتراك وما عرف عنهم من دهاء بحياكة المؤامرات سيكونون في مكان لم يكونوا ليحلموا به يوما منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية ولحد الآن، ففي هذه المنطقة يوجد كل التنوع الإثني والمذهبي والعرقي والسياسي العراقي، هذا عدا عن التنوع الجغرافي في المنطقة، مما سيسهل عليهم مهمة تنفيذ المؤامرات التي تؤدي إلى تفتيت الوحدة الوطنية العراقية وبالتالي انفراط العقد، أوإشعال الفتنة الكبرى، وهذا بالتحديد ما يريدون. فلوحدثت الفتنة العراقية الكبرى، سوف لن يبقى إلا القليل جدا لتقسيم العراق، وهكذا ستكون المنطقة من بغداد وحتى شمال الموصل منطقة تركية بشكل تلقائي كنتيجة لسيطرة قواتهم عليها من قبل التقسيم.

الدول العربية آلائي يتمنعن وهن الراغبات، في دخول العراق، سيتمنعون أكثر حين تتم دعوتهم لدخول العراق بجيوش لحفظ السلام، ولكن في النتيجة سيوافقون دون رغبة منهم، طبعا، ولكن لحفظ للسلام كما أسلفنا ومن أجل الأخوة العربية فقط. ولكن عند التقسيم سيكون لكل منهم حقا كما للأتراك. أما إيران المسكينة فإن مآربها في العراق ليست بالكثيرة، وهي لا تريد شيئا على الإطلاق، وإنما هم أبناء الجنوب الذين يريدون جمهورية إسلامية، وإن إيران ستجد نفسها مرغمة على مساعدتهم لتوحيد العراق وإقامة الجمهورية الإسلامية على أرض العراق الحبيب لهم، أما نحن، أي الذين كنا يوما ما عراقيون، فلا أحد سيصدق إننا نحب هذا البلد وسنكون بحاجة إلى إثباتات وأدلة مادية.

أين سيكون الأمريكان من هذا السيناريوالجميل لإحلال السلام على أرض الرافدين؟ هل ستكفيهم مئة ألف جندي لوقف هذا الإعصار الذي سيمزق كل شيء؟ وقتها سنجد السيد رامسفيلد يتدفأ على موقد في بيته الريفي كأي متقاعد لا شأن له بالأمر، وربما سيدير المذياع أوقناة التلفزيون على محطة فوكس الإعلامية وهي تصوغ التبريرات لخروج الجيش الأمريكي المحرر من العراق، وترك الأمر للأمم المتحدة ممثلة بالسيد غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق. السيد سلامة بدوره سيعمل على تهدئة الأمور ولكن جهود السلام الحميدة التي يقوم بها مع القوى المتصارعة قد باءت بالفشل، وسيظهر على محطة الجزيرة وهومهموم غير راض على جميع الأطراف، ومذيع الجزيرة فيصل القاسم يهدئ من روعه، وله طبعا رؤيا خاصة من خلال برنامجه الشهير الاتجاه المعاكس، حيث هومن حذر ومنذ اليوم الأول الذي أعلنت به أمريكا نواياها لإسقاط نظام صدام، الذي سيكون آن ذاك ليس دمويا، لأن ليس هناك من سيعترض، سيأتينا فيصل القاسم من الاتجاه المعاكس وسيناقش مسألة عودة أمريكا للعراق ومدى جدواها، وستكون نتيجة التصويت لمن يدفع آن ذاك.

هذا ما تراه عيون زرقاء اليمامة عن بعد،
الأتراك قادمون، فأين المفر؟


كتابات

شهادات ميلاد لاكراد من خارج كركوك في كركوك

الدكتور محمد أرسلان

لقد أخبرني زملائي الاطباء من كركوك بأن الاكراد لجأوا الى مبادرة جديدة لتغيير الطابع الديمغرافي لمدينة كركوك الجريحة....وذلك بأتيانهم مواليد جدد من خارج كركوك ومراجعتهم لمستشفيات كركوك لغرض تسجيل المولود الجديد !!!في كركوك واستصدار شهادة ميلاد تحمل مسقط الرأس كركوكأن هذة بادرة جديدة تضاف الى سابقاتها من محاولات تزوير التاريخ وغيرها من الاعمال المنافية والبعيدة كل البعد عن الاخلاق...وما سرقتهم لدائرة النفوس في كركوك وسرقة بطاقات الاحوال المدنية منها وتسجيل الاكراد حتىمن اكراد غير العراقيين على انهم من سكان كركوك الاصليين فيها الا واحدة

...من محاولاتهم المشينة الايام تثبت يوما بعد يوم بزيف اداعااتهم وما كل هذه المحاولات الا قناعة ...منهم بفشل ذرائعهم وان عليهم الاتيان بشىء جديد أنني هنا ادعو كل المنظمات السياسية والانسانية وكل الشرفاء العراقيين التيقظ والحذر بما يحاك الان خلف الكواليس والى ما تؤل اليه كل المحاولات ...الغادرة أضع بين ايديكم الحقائق المرة وندعوكم الى وقف النهج الشوفيني التي تمارسها الاحزاب الشوفينية العنصرية التي لا تخفى على احد اهدافها.

ومن الله التوفيق