(من شهداء التركمان الشهيد حسين علي موسى( الملقب ب. . تمبل عباس
عبد الناصر علي موسى
نبذة في حياته وفكره
القسم الاول
من مدن العراق. . مدينة كركوك، ذو الاغلبية التركمانية، في محلة بكلر وُ لد الشهيد حسين علي موسى من عام ١٩٥١ م، كان مولده مصدر فرحة كبيرة، وهو الوليد الاول للأبويين الذي يطل عليهما بالسرور والمودة ؛ اكمل دراسته وتخرج من معهد المعلمين بكركوك. . وعين معلماً في مدرسة ٢٤ أوجاق. امتلك الشهيد موهبة فنية فذة وطاقة غير متناهية في عالم الفن المسرحي وفي مسيرة الحركة التركمانية في العراق. فقد احتوت شخصيته المبدعة على الابعاد التي ظهر فيها اسس الابداع الفني والتصدي للحقوق الثقافية والسياسية للشعب التركماني من خلال حمل رآية التوعية والعطاء، كان ناشطاُ في مجالات متنوعة بالاضافة الى كونه عضواُ في نادي الاخاء التركماني بزعامة الشهيد عبدالله عبد الرحمن كان عضواُ في نقابة المعلمين واتحاد طلبة التركمان ومشاركاُ في كافة انشطة النادي والنقابة وسفرات الطلبة التركمان في بغداد والموصل.
بدأ الخطوط العريضة لبرنامجه السياسي والوطني بعد اعلان الحقوق الثقافية للشعب التركماني عام ١٩٧٠ م، حيث مددت فترة بث البرامج التركمانية الى ثلاث ساعات في تلفزيون كركوك، فقامت الفرقة القومية التركمانية بعرض مسرحيتها الشهيرة ب (تمبل عباس) من على شاشات التلفزيون وقد جسد الفنان الشهيد الدور الرئيسي فيها فأجاده بشكل رائع ومثيراُ دهشة المتفرجين وكسب احترام ومحبة الجمهور بحيث بدأ الشارع التركماني يردد كلمات المسرحية الكوميدية الناقدة التي هاجمت السلطة الشوفينية البعثية، ومنه أخذ الشهيد لقبه المحبب الى الجمهور (تمبل عباس)، وصار اهالي المدن التركمانية كباراُ وصغاراُ يجلونه ويقدرونه كما نال اعجاب واحترام المثقفين والسياسيين التركمان واضحى بحق ٍ فنان الشعب.
ان ثقافة الاستاذ الشهيد واخلاقه العالية وحبه الكبير للناس جعله حريصا ً على متابعة الشؤون الاجتماعية والاقتصادية للطلبة التركمان الدارسين في بغداد والموصل والسليمانية وكان يقوم بجمع التبرعات وتوزيع الهدايا على الطلبة الفقراء، وبعقلية الفنان الحقيقي والتركماني الاصيل كان يقدم العون لكل الطاقات الفنية الناشئة وتقديم الهدايا التشجيعية لاعضاء الفرق الفنية، اضافة الى ذلك كان الشهيد على علاقة وثيقة وطيبة مع فرقة مسرح مديرية التربية والتعليم في محافظة كركوك.
وكما جسد الفنان الشهيد الدور الرئيسي في مسرحية (بازار اغاسي) الكوميدية الناقدة للطغمة البعثية التي عُرضت على مسرح نادي الاخاء التركماني في بغداد والتي لم تسنح الفرصة لتسجيلها في التلفزيون. ا
ولدى الاضراب التآريخي العام لطلبة التركمان في الثاني من تشرين الثاني عام ١٩٧١بسبب الغاء السلطة البعثية الحقوق الثقافية للشعب التركماني، وشُلت الدراسة في جميع المدارس بكركوك واعقب ذلك اصدار بيان تأييد للاضراب العام من قبل نقابة المعلمين في كركوك وشارك الاستاذ الشهيد بكل ما يملك من نشاط لانجاح هذا الاضراب والقت السلطات البعثية القبض على الكثيرين ممن اعتبرتهم من محركي الاضراب العام وعلىجميع اعضاء الهيئة الادارية لنقابة المعلمين وكان الشهيد من بين المعتقلين وتعرض المعتقلون الى صنوف رهيبة من التعذيب الجسدي وقد أشرف الجلاد طه الجزراوي مسؤول المنطقة الشمالية حينذاك على كسر الاضراب الطلابي والاعتقالات وكما اشرف شخصيا على تعذيب الفنان الشهيد لانتزاع الاعترافات والتعرف على اسماء المشاركين مع الشهيد في تنظيم الاضراب ولكنه صمد صمود الابطال حتى فارق الحياة تحت التعذيب بتأريخ السابع من تشرين الثاني عام ١٩٧١ م، وألقي جثمان الشهيد قرب بناية تلفزيون كركوك وكانت آثار الحروق والتعذيب بالكهرباء بائنة على جسده واشاعت الاجهزة القمعية القذرة للتمويه على جريمتها النكراء بان الشهيد مات بصعقة كهربائية لدى محاولته تخريب محطة الاذاعة والتلفزيون ثم تم دهم منزل الشهيد عدة مرات من قبل جلاوزة البعث وسرقة كافة الاوراق العائلية والشخصية للشهيد والتحقيق مع والديّ الشهيد ومضايقة عائلته طيلة فترة حكم السلطة البعثية البالغة (٣٥) عاماً.
ودفن جثمان الشهيد في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف، المجد الابدي لفنان الشعب الاستاذ الشهيد حسين علي موسى وكافة شهداء الحرية والخزي والعار للعصابة البعثية.
ينتمي نسب الشهيد الى ابويين تركمانيين أباُ عن الجد، الأب (علي موسى احمد) من مواليد
مدينة داقوق التركمانية والأم (جيهان كول محمد علي مردان) من مواليد مدينة طوزخورماتوا التركمانية.