بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا يخفى على أحد موقف التركمان من كافة الأحداث والصراعات التي تدور في الساحة العراقية منذ زوال النظام السابق، وحرصهم على وحدة العراق أرضا وشعبا وراية، لقد مارست الحكومات المتعاقبة بعد زوال الدولة العثمانية منذ أكثر من ثمانية عقود صهر هذه القومية وممارسة أبشع أساليب التطهير العرقي واذابة وانهاء الوجود التركماني ومصادرة الحقوق ، حيث حرم أبناء الشعب التركماني من تقلد المناصب الرفيعة في الدولة وامتلاك العقارات والتوظف في بعض دوائر الدولية والتهجير القسري من مناطق سكناهم ، إن هذه الصنوف من الجور والظلم والقهر الذي لحق بالتركمان جعل بعض العشائر والعوائل التركمانية تغير قوميتها من التركمانية إلى العربية وكانت عشيرة البيات إحدى هذه العشائر، وبعد زوال النظام فقد قام التركمان أسوة بالقوميات الأخرى إلى إعادة تنظيم صفوفهم للمشاركة بإعادة بناء هذا الوطن والدعوة إلى تأسيس نظام ديمقراطي تعددي تنال فيه القوميات والأديان حقوقها كاملة.
هذا ما دفع المتلونين والانتهازيين الذين أفلسوا من تأييد واحترام عشيرة البيات ورفضهم لهم بسبب سياساتهم الانتهازية وتلونهم حسب مصالحهم إلى إصدار مما يسمى بشيوخ ووجهاء عشيرة البيات بيان عشائري ونشر مقتطفات منه في جريدة القاصد في عددها(٣۱) بتاريخ ٣٠ آب ٢٠٠٤.
إن الهدف واضح من اصدارهذا البيان والتأكيد عليه بنشره في جريدة القاصد هو محاولة زعزعة العلاقة المتينة بين التركمان والعرب لأضعاف الجبهة الوطنية العراقية من خلال ما يبثه البعض من سموم وادعاءات جوفاء هنا وهناك, غير أن هذه اللعبة وأمثالها لن تنطلي علينا وعلى إخواننا من العرب في العراق لأننا نؤمن بأن العراق بلد عربي وهو جزء من الأمة العربية وإننا نشترك مع العرب وأبناء الشعب العراقي الآخرين في المواطنة والانتماء والتأريخ المشترك والمصير الواحد وهذه الأمور من الأولويات التي نقرها ونعترف بها وعلى ضوء هذه الأيديولوجية نسعى لنيل حقوقنا التي اغتصبتها الأنظمة السابقة ونود أن نجيب على بعض فقرات البيان المزعوم:
١. ورد في البيان بأن السيد الأمين العام لرابطة عشائر وأعيان تركمان العراق الشيخ عبد الحميد أحمد ألبياتي قد تطرق خلال لقاءه مع أبناء عشيرة البيات في قرية بسطاملي ما نصه ( نحن نريد ان نقتلع جذور عشيرة البيات من الدمن ونغرسها في الكونكريت) ثم أجابوا وللتوضيح نقول ( بأنهم يقصدون بالدمن الأصل العربي وبالكونكريت الأصل التركماني), وهذا بهتان وتزوير للحقيقة من أناس يتصيدون في المياه العكرة, إضافة إلى ان أثارتها في هذا الوقت هدفه إحداث فجوة بين التركمان والعرب وإحداث شرخ في العلاقة الأخوية والمبدئية بين القوميتين, وواضح ان الذين قاموا بتأليف هذه المسرحية لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة من مجموع الذين صدر باسمهم البيان وهم (٢٥) شخصا, وقد توصلنا إلى هذه الحقيقة من خلال التحقيقات التي أجريناها مع معظم الذين وردت أسمائهم في البيان وقد انكروا علمهم أو تأييدهم لهذا البيان وان هذا العدد القليل والفئة الضالة هم الذين باعوا المنطقة وعشيرة البيات بثمن غير بخس وان أبناء عشيرة البيات على علم تام بذلك كما ان المكان الذي تطرقوا إليه ليست تركيا وإنما قرية بسطاملي التركمانية وكان حاضرا في هذا اللقاء ما يقارب(١٠٠) شخص، ونحن كرابطة عشائر واعيان تركمان العراق نتحدى كل ما يثبت عكس ذلك أي ان السيد الأمين العام قد أدلى بهذا الحديث بل ان الكلام المحرف الذي أشار إليه البيان قد صدر من السيد رفعت زلو من قرية ينكجه والذي لديه إطلاع كبير بتاريخ واصل عشيرة البيات فقد ذكر بان اصل عشيرة البيات معروف وهم التركمان الأوغوز وان أصلهم من الكونكريت ولم يتطرق إلى الدمن وما شابه من كلمات تافهة تفاهة من شارك في إصدار البيان.
٢. ان ما ورد في البيان ما نصه(ان هذه اللعبة تنطوي على مغامرة تقف وراءها منظمات يهودية تحاول النيل من انتمائنا لعراقيتنا النقية) فنجيب بان التركمان شعب مسالم وقد شارك في بناء حضارة العراق منذ ما يقارب الألف سنة وأسس دولا عديدة كالسلجوقية, الأيلخانية, الجلائرية, دولة أق قوينلو وقره قوينلو, الدولة الصفوية والدولة العثمانية وكنا نحن التركمان المدافعين الحقيقيين عن العروبة والمقدسات الإسلامية, وقدمنا أرواحنا ودماءنا من أجل العراق والمقدسات ومئات الآلاف من القرابين خلال هذه الفترة, وقد همشنا بعد سقوط النظام كما كنا قبله طيلة (٨٥) عاما , فإذا كانت لدينا علاقات مع الصهيونية والماسونية العالمية لكنا مشاركين الآن في الحكم ولدينا مواقع وظيفية مرموقة في الدولة العراقية, وان العراقيين والقوى السياسية في العراق على إطلاع بهذا الأمر.
٣. ورد في البيان المذكور( الم يكن هذا الرجل سابقا بعد ان قبلت العشيرة انتسابه إليها يمد عنقه بأنه عربي من عشيرة البيات ويلبس الزى العربي ويتفاخر بذلك) وللجواب على ذلك نقول ان اصل السيد الأمين العام للرابطة هو من بيكات فخذ القره ناز الذي يمتد نسبهم إلى بيات كون خان بن اوغوز بن ترك وان عشيرة قره نـــــــــــاز
معروفة لدى البيات بأنها من جذور تركمانية ولا شائبة على هذا الانتماء , وان السيد الأمين العام لم يمد عنقه في يوم من الأيام ليقول بأنه عربي الأصل والدليل على ذلك ان عشيرة البيات مطلعون على الأمر وان فخذ القره ناز في منطقة البيات والموصل قد جاء نسبهم تركمانا عندمــــــا أراد النظام السابق تثبيت أصول العشائر العراقية في عام ٢٠٠١ وان كان يلبس الزى العربي فهذا اعتزاز منه بالعرب كما ان كل أبناء المنطقة يرتدون هذا الزى وان ارتدائه لايعني كونه عربيا مع اعتزازنا الكبير للعرب والعلاقات التاريخية التي تربطنا معهم من ضمنها حق المواطنة والمصير الواحد.
ان هؤلاء القلة التي أصدرت البيان هي التي قبلت بهم العشيرة، حيث إننا نحتفظ بوثيقة صادرة منهم في عام ۱۹٧١ يدعون فيها بأنهم من عشيرة بني خالد المخزومية، وفي معجم العامري ( القبائل والأسر والطوائف في العراق) ص ٥٦ منه بما يثبت بأنهم بدلوا أصلهم وادعوا بأنهم من عشيرة طي، وفي عام ٢٠٠١ قدموا شجرة نسبهم وادعوا بأنهم سادة بدرانيين، حيث إن لجنة تثبيت الأنساب في محافظة صلاح الدين اخبروهم بأنهم ليسوا من السادة البد رانيين وعليهم ان يجلبوا أصلهم خلال ۱٥ يوما وكان هذا التبليغ من المحافظ أليهم وأمام جميع شيوخ محافظة صلاح الدين وفي ديوان المحافظة، إذن من الذي ارتضت به عشيرة البيات ان يكون في يوم من الأيام منتسبا إليها ومن الذي غير أصله ثلاث مرات خلال ثلاث عقود من الزمن، ان من كان بيته من زجاج لايرمي الناس بحجر والبادي أظلم.
٤. مما لاشك فيه من ان عشيرة البيات عشيرة تركمانية وهذا مثبت في مصادر قديمة ومنها القاموس العالمي(انسكلوبيديا) حيث يؤكد هذا القاموس من ان عشيرة البيات من قبائل اوغوز التركمانية وهذا ما جاء في كتاب ( ديوان لغات الترك) لمؤلفه محمود الكاشغري وكذلك يؤكد على ذلك البروفيسور فاروق سومر من ان قبيلة البيات هم من الأوغوز وأيضا يشير الكاتب شرف خان البدليسي في كتابه (شرف نامة) في الجزء الأول منه إلى الحرب الدائرة بين قبيلة البيات التركمانية وقبيلة لورستان، حيث يذكر ان قبيلة البيات تركمانية بالإضافة إلى كتاب عباس العزاوي، وهناك مصادر وكتب قديمة وحديثة لا مجال لذكرها في هذا الصدد ،ونحن نتحدى كل اخرق من أمثال هؤلاء المعدودين الثلاث أو الأربع الذين أصدروا هذا البيان ان يثبتوا ولو بدليل واه من ان أصول عشيرة البيات هي عربية رغم اعتزازنا بإخوتنا العرب، والدليل الناصع على تركمانية عشيرة البيات هو انتشارهم في شمال العراق وايران وأذربيجان وتركمانستان وتركيا وشمال سوريا واو ربا واسيا الوسطى.
٥. إن ما ذهب إليه البيان ( انه في تركيا تنتزع من الغافلين والبسطاء اعترافات خطية موثقة في استمارات تملأ من قبلهم مقابل إغراءات مادية ومعنوية مختلفة محض افتراء ونتحدى هذه الزمرة ان تقدم دليلا على ذلك ونقول ماهي الاعترافات التي يدلي بها هؤلاء الزوار وأية وظائف مهمة وحساسة يشغلونها لتكون لهم معلومات خطيرة تستدعي ان تنتزع منهم، سيما ونحن في عصر الفضائيات والحاسوب والإنترنيت، ان هذا المنطق دليل على ان وراءه شرطي قديم لايعيش في الزمن الحاضر ويجهل التطورات الحاصلة في مجال المعلوماتية.
٦. ونود للحقيقة ان نبين ان السيد الأمين العام لم يكن عضو شعبة في حزب البعث بل كان عضوا عاديا إلا انه في عام ١٩٨٩ ترك الحزب بعد إحالته على التقاعد.
إن رابطتنا تدين هذه التصرفات الغير المسؤولة وتتمنى أكثر من غيرنا ان يأتي اليوم الذي ينعم فيه العراق بالأمن والأستقراروالعراق الموحد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب تحت ظل راية واحدة ترفرف على كل الدوائر والمؤسسات العراقية وعندئذ لن يبقى مكان لهؤلاء المتلونين الذين يميلون حيث تميل مصالحهم وحيثما يريد أسيادهم وان غدا لناظره قريب.