لقد سقط كل شيء.
حتى كيس العلف.
لا ، لم يسقط الكيس.
فأنا الشره
مضغت وأكلت كل شيء.
حسنا، أبدلوا الكيس.
ولكن كيف ستفهمون ما أبغي؟
أنتم الذين لديكم الألف والياء
وكل شيء ما بينهما:
" السلام عليكم " و "عليكم السلام "
و "شكرا " و " العفو "
و" الحب " و " الحب الآخر!!".
أما أنا...
فلا أملك غير النهيق.
نهي................ق.
أبدلوا الكيس.
ولكن كيف ستفهمون؟
تصفحتُ قاموسي
ولم أجد فيه غير
النهي.............ق.
إنني حتى لا أتكلم لغة ثانية.
لا أعرف سوى لغة النهيق.
أبدلوا الكيس
وإلا سأنفق من الجوع.
عقلي لا يعمل.
أبدلوا لي الكيس
فلا علف فيه.
....
حسنا، أيها " الأصدقاء "
لا تلوموني بعد الآن.
يبدو أن لا أحد يسمعني.
وفي هذه الحالة الإستثنائية والإضطرارية
قررتُ وبدأتُ بأكل الكيس بما فيه من قمل.
الآن أستطيع الرؤية بوضوح.
أستطيع رؤية كل شيء أمامي:
المروج والمراعي الخضراء، كلها لي.
كُلْ و كُلْ ،
أُقفز الى الأعلى والى الأسفل ،
أُركضْ وأرفسْ كما تشاء.
أجلس مع الرعاة وأرح نفسك قليلا.
الهي ! حتى ان الرعاة قد تغيروا.
إنهم يقرأون صحف المعارضة.
نتحدث ونشرب معا
وحتى اننا نناقش شؤون الساعة والمستقبل.
من أين حصلتُ على " اللغة " ؟
هل نسيت؟
ألم أتناول كيس العلف بما فيه القمل؟
إنها الحرية.
فحالما تبدأ بمضغ الكيس بما فيه من قمل وتأكله
فإنه يوهبك كل شيء:
السكائر...
الخبز...
النبيذ...
وحتى انه يحولك الى إنسان.
إنسان!!!
لقد قصرت أذناي
ورجلاي الأماميتين تحولتا الى أذرع ويدين.
- " عن إذنكم يا أصحابي الرعاة ، إنني مضطر الى الذهاب".
مالذي لم يتبدل بعد؟
مفرداتي أصبحت واسعة
ولدي العديد من القواميس:
الواقواقية والإنكليزية
والبنجابية والفرنسية
والصومالية والألمانية
وكل ما خلقه الله من لغة على وجه هذه الأرض التي
يتناول فيها البعض كلأهم من الأكياس القملية والبعض
الآخر من الأطباق الذهبية.
...
الذي يجب أن يتبدل هو أنا
لا يعجبني ما أخترعتم من لغات وترهات
والأهم من ذلك
إنني الآن لا أنتظر منتكم
كي تبدلوا لي الكيس القملي
خذوه واحشروه في...